خبراء يحذِّرون من استمرار ارتفاع الأسعار في بريطانيا

خبراء يحذِّرون من استمرار ارتفاع الأسعار في بريطانيا

انخفض التضخم في أسعار البقالة في المملكة المتحدة بشكل طفيف الشهر الجاري، وعلى الرغم من الانخفاض ما زال المستهلكون يدفعون 17.3% أكثر من هذا الوقت من العام الماضي، وفقا لصحيفة "الإندبندنت".

وحذر خبراء من أن الانخفاض من 17.5% في الشهر الماضي يعني فقط أن الأسعار لم ترتفع بالسرعة نفسها بعد 10 أشهر من الارتفاع المستمر إلا أنها ما زالت ترتفع، ومع استمرار المستهلكين في إيجاد طرق لإدارة ميزانيات أسرهم، ارتفعت مبيعات الكوبونات الخاصة بهم بنسبة 13.5% على أساس سنوي.

ومع ذلك، لا تزال الموارد المالية تسمح لعيد الفصح الذي حطم الرقم القياسي في المبيعات، حيث تم شراء 38 مليون بيضة من الشوكولاتة والحلويات في الفترة التي سبقت عيد الفصح ومبيعات الكعك الساخن ارتفعت بنسبة 5% على العام الماضي.

قال رئيس قسم إحصاءات المستهلك والتجزئة في مؤسسة Kantar فريزر ماكيفيت: "سيكون الانخفاض الأخير في تضخم أسعار البقالة بمثابة أخبار مرحب بها للمتسوقين، لكن من السابق لأوانه القول إننا وصلنا للقمة.. لقد كنا هنا من قبل عندما انخفض المعدل في نهاية عام 2022، فقط من أجل أن يرتفع مرة أخرى خلال الربع الأول من هذا العام".

وقال ماكفيت إن المتسوقين من المرجح أن يتطلعوا إلى العطلات الرسمية الثلاثة في مايو، بما في ذلك حفل التتويج، ما قد يؤثر على مبيعات البقالة، وقال: "خلال أسبوع اليوبيل البلاتيني 2022، كان هناك 87 مليون جنيه إسترليني أعلى من المتوسط في مبيعات العام".

فيما كشفت بيانات بريطانية الثلاثاء أن دعم الحكومة لفواتير الطاقة للمنازل والشركات تسبب في زيادة عجز الميزانية للسنة المالية 2022-2023 إلى رابع أعلى مستوى مسجل، إلا أنه جاء أقل من التوقعات.

وذكر مكتب الإحصاء الوطني أن الاقتراض بلغ 139.2 مليار جنيه إسترليني في السنة المالية المنتهية في مارس بما يمثل 5.5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، ارتفاعا من 121.1 مليار جنيه في السنة المالية 2021-2022 أو ما يمثل 5.2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.

أزمة غلاء معيشة

وتشهد بريطانيا ودول أوروبا ارتفاع التضخم، حيث أعاقت الحرب الروسية في أوكرانيا إمدادات الطاقة والمواد الغذائية الأساسية مثل القمح.

وارتفعت الأسعار بالفعل قبل الحرب، حيث أدى التعافي الاقتصادي العالمي من جائحة كوفيد-19 إلى طلب قوي من المستهلكين.

دفعت أسوأ أزمة غلاء معيشة تشهدها بريطانيا منذ أجيال كثيراً من سكان برادفور في شمال إنجلترا نحو مركز لتوزيع المساعدات الغذائية لاستلام حصص توصف بأنها "إنقاذية" فيما خرج آلاف المواطنين في وسط العاصمة البريطانية "لندن"، احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة.

مؤخرا نفذ عمال السكك الحديدية في بريطانيا إضرابا عن العمل، بعد فشل مفاوضات بشأن زيادات في الأجور تماشيًا مع التضخم الذي سجل مستويات قياسية.

وفي سياق متصل، أعلن الاتحاد الوطني للتعليم البريطاني، أن الإضراب بين أعضائه في الخريف المقبل سيكون السبيل الوحيد المتاح إذا لم يتم حل الخلاف مع الحكومة بشأن رفع المرتبات لمواجهة ارتفاع التضخم.

وأدى ارتفاع أسعار الوقود إلى تفاقم أزمة كلفة المعيشة للأسر البريطانية، التي تعاني من ارتفاع فواتير الطاقة وأعلى معدل تضخم خلال 4 عقود، كما ارتفعت أسعار الديزل في المملكة المتحدة بسبب قرار الدولة حظر شحنات الوقود من روسيا، وهو ما زاد من حالة الاستياء لدى شريحة كبيرة من فئات الشعب البريطاني التي لا يسمح دخلها بمواكبة التضخم وارتفاع الأسعار.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية